الخميس، 6 أغسطس 2020
يرقي نفسه ولكن لا يجد الأثر المتوقع، أو الشفاء العاجل، فحينئذ يحصل في نفسه شئ من
الشك في نفع هذه الرقية، فيتسائل معترضاً : قد رقيت نفسي فما رأيت لمرضي شفاء ولا
لحالتي تقدما ؟ هناك أسباب كثيرة لضعف جدوى الرقية، لكن السبب الشائع هو ضعف النفس
والإيمان عند الناس خاصة بهذا الزمان. وعن مثل هذا التساؤل يجيب ابـن الـقـيـم -
رحمه الله - فيقول : "ولكن ها هنا أمر يجب التفطن له وهو أن الأذكار والآيات
والدعوات والتعوذات التي يستشفى بها هي نفسها نافعة شافية ولكن تستدعي قبول وقوة
الفاعل وتأثيره ، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو
لمانع قوي يمنع أن ينجع فيه الدواء فإن العلاج بالرقى يكون بأمرين : أمر من جهة
المريض، وأمر من جهة المعالج. فالذي من جهة المريض يكون : • بقوة نفسه • وصدق توجهه
الى الله تعالى • وإعتقاده الجازم بأن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين • والتعوذ الصحيح
الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان فإن عمل الرقية نوع من المحاربة والمحارب لا يتم
له الانتصار إلا بأمرين : 1- أن يكون السلاح صحيحا في نفسه . 2- وأن يكون الساعد
قوياً فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح فكيف إذا عدم الأمران جميعا يكون القلب خرابا
من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ثم لا سلاح له أيضاً . والأمر الثاني من جهة
المعالج بالقرآن (ويكون فيه نفس الأمران أيضاً) . انظر زاد المعاد لإبن القيم 4/68
والجواب الكافي ص 21
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 تعليقات على " يرقي نفسه ولكن لا يجد الأثر المتوقع "